📁 آخر الأخبار القانونية

هل يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة؟

لا، لا يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة وفق نظام العمل السعودي، طالما كانت فترة التجربة منصوصًا عليها في عقد العمل، وتم تقديم الاستقالة خلال هذه المدة. إذ يتيح النظام لكل من العامل وصاحب العمل إنهاء العلاقة التعاقدية خلال فترة التجربة دون الحاجة لموافقة الطرف الآخر، ما لم يوجد نص صريح في العقد يخالف ذلك.

تُعد فترة التجربة من أكثر المراحل التي تشهد تساؤلات قانونية بين العامل وصاحب العمل، خصوصًا عند رغبة الموظف في تقديم استقالته خلال هذه الفترة. ومن أكثر الأسئلة شيوعًا في سوق العمل السعودي: هل يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة؟

هل يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة؟

في هذا المقال من مدونة فقرة قانونية، نوضح الحكم النظامي لهذه المسألة وفق نظام العمل السعودي، ونبين متى يكون رفض الاستقالة غير نظامي، وحقوق العامل في حال حدوث ذلك، إضافة إلى الفرق بين الاستقالة خلال فترة التجربة وبعد انتهائها، مع توضيح الطريقة الصحيحة لتقديم الاستقالة دون الوقوع في أي مخالفة قانونية.

ما هي فترة التجربة في نظام العمل السعودي؟

فترة التجربة هي مدة محددة يجيز فيها نظام العمل السعودي لكل من العامل وصاحب العمل تقييم العلاقة الوظيفية قبل تثبيتها بشكل نهائي. ويشترط النظام أن يتم النص صراحةً على فترة التجربة في عقد العمل، وألا تتجاوز مدتها 90 يومًا، مع جواز تمديدها إلى 180 يومًا بشرط موافقة العامل كتابةً.

وخلال هذه الفترة يتمتع الطرفان بحق إنهاء العقد أو تقديم الاستقالة دون التقيد بالإجراءات الصارمة المطبقة بعد انتهاء فترة التجربة، وذلك تحقيقًا للتوازن بين مصلحة العامل وصاحب العمل.

هل يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة؟

وفقًا لأحكام نظام العمل السعودي، لا يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة إذا تم تقديمها خلال مدة التجربة المنصوص عليها في عقد العمل. إذ يعتبر تقديم الاستقالة خلال هذه الفترة بمثابة إنهاء للعقد من طرف العامل، ولا يشترط النظام موافقة صاحب العمل على هذا الإنهاء.

ولا يجوز للشركة إجبار العامل على الاستمرار في العمل بعد تقديم الاستقالة خلال فترة التجربة، لأن العقد في هذه المرحلة يكون قابلًا للإنهاء من أي من الطرفين دون تعويض، ما لم ينص العقد صراحة على خلاف ذلك.

متى لا يحق للشركة رفض الاستقالة خلال فترة التجربة؟

لا يحق للشركة رفض الاستقالة خلال فترة التجربة في الحالات التالية، وفق نظام العمل السعودي:

  1. إذا كانت فترة التجربة منصوصًا عليها صراحة في عقد العمل

    وفي هذه الحالة يكون العقد قابلًا للإنهاء من أي طرف دون اشتراط موافقة الطرف الآخر.

  2. إذا قُدمت الاستقالة خلال مدة التجربة النظامية

    أي قبل انتهاء مدة الـ 90 يومًا (أو 180 يومًا في حال التمديد المكتوب).

  3. إذا لم ينص العقد على شرط يمنع أو يقيد الاستقالة

    فلا يجوز للشركة فرض قيود غير منصوص عليها نظامًا أو تعاقديًا.

  4. إذا تم تقديم الاستقالة بطريقة نظامية

    مثل تقديمها كتابةً عبر قناة رسمية أو موثقة.

وفي هذه الحالات يُعد رفض الشركة للاستقالة مخالفًا للنظام، ويحق للعامل إنهاء العلاقة التعاقدية دون الالتزام بالاستمرار في العمل.

متى يمكن للشركة الاعتراض أو وضع شروط على الاستقالة؟

رغم أن الأصل هو عدم أحقية الشركة في رفض الاستقالة خلال فترة التجربة، إلا أن هناك حالات محدودة يمكن فيها للشركة الاعتراض أو وضع شروط، منها:

  • وجود شرط تعويض صريح في عقد العمل

    يلزم العامل بدفع تعويض محدد عند الاستقالة خلال فترة التجربة.

  • إخلال العامل بالتزامات جوهرية

    مثل عدم تسليم العهد أو إفشاء أسرار العمل، وهنا لا يكون الرفض للاستقالة بحد ذاته، وإنما المطالبة بالمساءلة أو التعويض.

  • وجود التزام تعاقدي خاص

    مثل عقد تدريب منتهي بالتوظيف يتضمن التزامات مالية واضحة.

ومع ذلك، لا يجيز النظام للشركة إجبار العامل على الاستمرار في العمل رغم تقديم الاستقالة خلال فترة التجربة.

حقوق العامل إذا رفضت الشركة الاستقالة في فترة التجربة

إذا قدم العامل استقالته خلال فترة التجربة ورفضت الشركة قبولها، فإن نظام العمل السعودي يكفل للعامل عدة حقوق، أهمها:

  • حقه في إنهاء العلاقة التعاقدية

    لا يترتب على رفض الشركة أي أثر نظامي يمنع العامل من ترك العمل.

  • استحقاق الأجر عن مدة العمل الفعلية

    ويشمل ذلك الراتب وأي مستحقات مالية عن الأيام التي عمل بها.

  • عدم إلزامه بالاستمرار في العمل قسرًا

    فلا يجوز قانونًا إجبار العامل على مواصلة العمل بعد تقديم الاستقالة خلال فترة التجربة.

  • حقه في توثيق المخالفة

    إذا امتنعت الشركة عن تصفية المستحقات أو حاولت فرض استمرار العمل، يحق للعامل اللجوء للجهات المختصة.

الفرق بين رفض الاستقالة خلال فترة التجربة وبعد انتهائها

يختلف الموقف النظامي لرفض الاستقالة باختلاف مرحلة العلاقة التعاقدية، وذلك على النحو التالي:

  • خلال فترة التجربة:

    لا يحق للشركة رفض الاستقالة، ويجوز للعامل إنهاء العقد دون موافقة صاحب العمل.

  • بعد انتهاء فترة التجربة:

    تخضع الاستقالة لأحكام الإشعار المسبق، وقد يكون للشركة حق تنظيم موعد انتهاء الخدمة وفق ما ينص عليه النظام والعقد.

هذا الفرق يوضح أهمية معرفة العامل بوضعه النظامي قبل تقديم الاستقالة.

الطريقة النظامية لتقديم الاستقالة خلال فترة التجربة

لضمان أن تكون الاستقالة صحيحة ولا يترتب عليها أي نزاع، يُنصح العامل باتباع الخطوات التالية:

  1. مراجعة عقد العمل بدقة

    للتأكد من مدة فترة التجربة وعدم وجود شرط يلزم بموافقة الشركة أو يفرض تعويضًا.

  2. تقديم الاستقالة كتابةً

    عبر خطاب رسمي أو بريد إلكتروني معتمد، مع تحديد تاريخ آخر يوم عمل.

  3. تسليم العهد والمهام

    مثل الأجهزة أو الملفات أو الحسابات المرتبطة بالعمل.

  4. طلب تصفية المستحقات

    والتأكد من استلام الأجر الكامل عن فترة العمل.

اتباع هذه الخطوات يضمن للعامل إنهاء العلاقة التعاقدية بطريقة نظامية، حتى في حال رفض الشركة الاستقالة شفهيًا.

أسئلة شائعة حول رفض الاستقالة في فترة التجربة

هل يحق للشركة إجبار العامل على الاستمرار في العمل؟

لا، لا يجوز إجبار العامل على الاستمرار في العمل بعد تقديم الاستقالة خلال فترة التجربة.

هل يترتب تعويض على العامل عند الاستقالة؟

لا، إلا إذا نص عقد العمل صراحةً على وجود تعويض عند الاستقالة خلال فترة التجربة.

هل يجب إشعار الشركة قبل الاستقالة؟

لا يشترط إشعار مسبق إلا إذا ورد شرط بذلك في عقد العمل.

ماذا يفعل العامل إذا امتنعت الشركة عن صرف مستحقاته؟

يحق له التقدم بشكوى لدى الجهات المختصة للمطالبة بحقوقه.

الخاتمة

في الختام، يتضح أن الإجابة على سؤال هل يحق للشركة رفض الاستقالة في فترة التجربة هي لا، وفق نظام العمل السعودي، طالما تم تقديم الاستقالة خلال مدة التجربة وبما يتوافق مع عقد العمل. وقد منح النظام العامل مرونة كافية لإنهاء العلاقة التعاقدية خلال هذه المرحلة دون الحاجة لموافقة صاحب العمل، مع الحفاظ على الحقوق الأساسية للطرفين.

وينصح العامل دائمًا بالالتزام بالإجراءات النظامية عند تقديم الاستقالة، لضمان إنهاء العلاقة التعاقدية بشكل قانوني وتجنب أي نزاعات مستقبلية.

تعليقات